الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن التوبة إلى الله والندم على التفريط والوقوع في المنكرات أمر عظيم يرجى لصاحبه الخير والتوفيق في الدارين، فالله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عباده ورجوعهم إليه سبحانه... ويجب على التائب إلى الله أن تكون أعماله موافقة لما يجب أن يكون عليه التائبون من ذل وانطراح بين يدي الله عز وجل، والتائب من الذنوب يحسن به أن يستر نفسه بستر الله له، ولا يجب عليه أن يعرض نفسه على القضاء إذ ليس ذلك من شروط التوبة النصوح... وإنما تكون التوبة بالندم على التفريط مع العزم الصادق على عدم المعاودة مقرونا بالإقلاع عن الذنب ورد المظالم إلى أهلها فتلك شروط التوبة مجملة، وليس منها تسليم الجاني نفسه إلى القضاء...وقد دلت النصوص على أنه غير مطالب بذلك... وقد جاء الثناء على التائبين في غير ما موضع من كتاب الله عز وجل، مثل قول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم..." وقوله:"التائبون العابدون ..." وقول النبي صلى الله عليه وسلم :" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"....إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على عظم أجر التائب إلى الله وعظم منزلته...فيا أخي الكريم كن مستبشرا بما عند الله، واحمد الله على ما وفقك له من التوبة، وسله الثبات على الطريق المستقيم...واعلم أنه لا يلزمك تسليم نفسك لجهة تقيم عليك الحدود..وإنما يكفيك ما ذكر آنفا مع التأكيد على رد المظالم إلى أهلها أو استحلالهم منها...والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،،،،